دفتر الذكريات

دفتر ذكرياتي يحمل بين طياته اجزاء مبعثرة من حياتي..قصاصات مهترئة و اقتباسات قديمة.. اغنية حالمة عن طفلة ترقص و فراشات ملونة.. و تهويدة ملائكية تحكي عن حلمي ذات ليلة صيفية

من كلماتك يا امي.. "عن قصتي القصيرة.. فتاة تدعى غزة"

لم اشعر الا بدموعى تنسال سلسه ككلماتك البسيطه السهله .. كدماء الاطفال و احلامهم التى وئدت ذات صباح ..انا كنت طفله يوما ما فى مساء 1967 فى مدينه الاسماعيليه اوقظنى والدى تلك الليله وحملنى بسرعه مع اختى التى تصغرنى بعام واحد و امى تجرى معه تحمل اخى الاصغر تحت امطار القذائف و اصوات ضخمة تتغلغل فى عظامي من الانفجارات المدويه ولا تعرف ان صوت الصراخ يحتبس فى اعماقك من الذهول وعدم الفهم و جروا بنا و هم منحنون علينا يحموننا باجسادهم و لكان اخي الرضيع مع جدتنا فى منزلهم الاخر و لم تكن هناك اتصالات كالان و لكن كانت هناك خنادق عامه مظلمه تحت الارض ..
عندما دخلنا تعالت الصرخات فصارت الامهات يغطين اذان الاطفال و يحتضونهن بقوة الى ان نام معظم الاطفال و فجاه بمجرد ان هدا القذف قليلا اسرعوا بتسفيرنا فى باصات مع اناس لم نعرفهم فقط اعطوهم عنوانا لاهلنا فى الاسكندريه و سلمونى من النافذة لشخص لا اعرفه و كلما سالت عن اخوتى امى ابى لاجواب....
فنمت او اغشى على فقط فقدت الاتصال بالعالم عده شهور فقط تلك الاسئلة بلا مجيب الى ان تجمعنا مرة اخرى بعد انتهاء الحرب.....
منذ ذلك الحين عرفت اسرائيل و غنيت للقدس مدينة الصلاة وكبرت مئة عام..
وظلت اثار هذه الليله الواحده فى اعماقى حتى اليوم و انا اقارب الخمسين فما هو حال اطفال غزة بلا خنادق بلا طعام بلا اهل او مكان آمن يلجؤن اليه..هذه ليست حرب انها محرقه حقيرة فاقت النازية و التتاريه وكل عتاة الارض
و فقنا نحن بكل دقيقه تمر على اطفال غزه دون قرار حاسم بقطع علاقاتنا مع اسرائىل و من عاونها ودون وقف حاسم للعدوان الهمجى..و الحصار الظالم لاهل غزة ..
(كيف و ان يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة يرضونكم بأفواههم و تأبى قلوبهم و أكثرهم فاسقون)

(قاتلوهم يعذبهم الله بايديكم و ىخزهم و ينصركم عليهم و يشف صدور قوم مؤمنين*و يذهب غيظ قلوبهم و يتوب الله على من يشاء و الله عليم حكيم*)
( لو كان عرضا قريبا و سفرا قاصدا لاتبعوك و لكن بعدت عليهم الشقه و سيحلفون بالله لو استطعنا لخرجنا معكم يهلكون أنفسهم و الله يعلم انهم لكاذبون)
(ليس على الضعفاء و لا على المرضى و لا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحو ا لله و رسوله ما على المحسنين من سبيل و الله غفور رحيم *و لا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا اجد ما احملكم عليه تولوا و اعينهم تفيض من الدمع حزنا الا يجدوا ما ينفقون)

سورة التوبه

0 التعليقات:

إرسال تعليق

من أنا

صورتي
انا فتاة عادية تحب ان تنظر الى العالم من منظور مختلف, احب الرقص تحت المطر.. و تسلق الأشجار.. احب حينما يملأني الضجر ان ادور حول نفسي مستمعة الى الموسيقى الصاخبة..و في بعض الأحيان الاخرى اكتفي بالجلوس على الارضية الخشبية و الاستسلام لعبدالحليم و فيروز في شجن. احب التحدي و اثارة تعجب الناس..احب كل ما هو غير اعتيادي .. كل ما هو مثير للرهبة و لقليل من الجدل .. (: ǝןƃuɐ ʇuǝɹǝɟɟıp ɐ ɯoɹɟ pןɹoʍ ǝɥʇ ʇɐ ʞooן ɐ ƃuıʞɐʇ sı

اغنية لها ذكرى